Unknown

لم اعتد ان انشر ما لم تكتب يدي على صفحات مدونتي ... ولكن هذا ليس الا تقريرا وتقديرا لمقال شد انتباهي ووافق رأيي ...
والصورة السابقة هي ما يعبر... فما نرى هو اشد ظلاما !!

بقلم مبدع لا اعرفه الاستاذ/ عبد السلام بسيوني جزاه الله خيرا



العفة المنقرضة

هأنذا أعود للكلام عن الأخلاق المنقرضة، أو التي في طريقها للانقراض، والتي بدأ كثير منا يرونها جمودًا، وتزمتًا، ونكوصًا للوراء، وأننا تغيرنا مع الانفتاح،

بعد أن صار العالم داعوسًا واحدًا، وأنه لم يعد ثَمّ داعٍ لأخلاق ديناصورية بالية، مثل الستر، والعفة، والغيرة، والمروءة، والنخوة، فالناس غير الناس، والزمان غير الزمان

وباعتبار أن أخلاق أيامنا هذه هي أخلاق الفهلوة، والروشنة، والأدمغة الموزونة، والمزاج العالي -كما يعبر العيال الصيع- ويشترك في ترسيخ هذا المفهوم المنحرف عوامل كثيرة، أتكلم منها الآن فقط عن وسائل الإعلام -الميمونة- التي تقدم للأمة المتخلفة نماذج فذة من الراقصات، وتجار المخدرات، والسياسيين الفاسدين، ورجال الأعمال النصابين

لتعمق في الجيل – بل في الأمة كلها - مناهج الأونطة، والبلطجة، والسطحية، وسقوط الهمة، والانحراف القيمي والخلقي والديني، وتجعل المجد للهلس والهلاسين، والانحراف والمنحرفين


وتؤكد هذه الوسائل -المدعومة - أن رسالتها تنويرية، وأنها تحاول إخراج الأمة من وهدتها الحضارية، وتؤكد أننا لو تابعنا هذا الرجز الذي تنشره، فستحل مشاكل الأمة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والسكانية والماضية والحاضرة

ومن خلال هذه الغثائيات التي يملكها مجموعة من رجال الأعمال -الأوفياء- سنزرع الصحراء، ونبني المصانع، ونقضي على البطالة، ونرفع مستوى التعليم، ونزيد الوعي، ونستفيق من حالة البؤس الحضاري، ونواجه جبروت -الصديق- الصهيوني اللدود!


وقد أنتجت مصر وحدها أكثر من ٥٠ مسلسلاً، وتعدت ميزانية إنتاج المسلسلات هذا العام ٧٥٠ مليون جنيه-بس- هذا غير البرامج التي تكرس الغباء والتفاهة وقلة الأدب.

وفي هذه المسلسلات كمية من الأفكار العارية، والأجساد العارية، والعورات المكشوفة، والجرأة والتطاول، والاستهبال والغش، كميات أقلها ينجس البحر، وضع بجانبها الإنتاج السوري، و-الإبداع- الخليجي، وتأمل كم الغثاء المفروض على العقل المسلم، والعين المسلمة، والضمير المسلم، والهوية المسلمة!


واسمح لي قارئي أن أسرد لك – فقط – عينات من أسماء بعض مسلسلات الشهر ١٤٣١ - التي يعدها الإعلام العربي لرمضان الكريم 2010، احتفاءً بالشهر الكريم، ونشرًا للقيم النبيلة، ومحافظة على الدين، وتكريسًا للهوية العربية الإسلامية!


اختفاء سعيد مهران
العار
عايزة أتجوز
تخت شرقي
شاهد إثبات
أهل كايرو
امرأة في ورطة
فتاة الليل
بالشمع الأحمر
وراء الشمس
قصة حب
موعد مع الوحوش
كريمو
ماما في القسم
اللص والكتاب
الجماعة
كابتن عفت
الكبير أوي
بره الدنيا
الحارة
جوز ماما
مش فرِندس
سقوط الخلافة
بفعل فاعل
عايزة اتجوز
نعم مازلت آنسة
جوز ماما-
الدالي-
ألف لمبي ولمبي
سوق البشر
القطة العميا
منتهى العشق
فنجان الدم
احلم ولا يهمك
أيام الحب والشقاوة
أرواح هادئة
أحلام مستحيلة
أحلام فتاة كومبارس
آه يا زمن
أبواب الخوف
راجل وست ستات
بيت العيلة
شريف ونص
حرمت يا بابا
عصابة بابا وماما
عبودة ماركة مسجلة
العتبة الحمرا
موعد مع الوحوش
قضية صفية-
اغتيال شمس
قصة حب
ريش نعام
أزمة سكر
نص أنا نص هو
أبو العريف
أجمد واحد
أغلى من حياتي
فتاة العاشرة
مش ألف ليلة وليلة
أنا والعنيد
الرهينة- سكوت
هانسمع
ضحكني شكرا
بالمقلوب
الحاجة زهرة وأزواجها الخمسة !


وأما المبدعون الشوام فقد حصرت فقط من إنتاجهم:

ضيعة ضايعة
الخبز الحرام
وراء الشمس
قيود الروح
أبواب الغيم
الزلزال
ذاكرة الجسد
تقاطع خطر
تخت شرقي
صبايا
عش الدبور
باب الحارة
ما ملكت أيمانكم
لعنة الطين
بعد السقوط
الصندوق الأسود
ساعة صفر....


ولم يتوان عباقرة الخلايجة في دخول السباق فأنتجوا:

أميمة في دار الأيتام
شر النفوس
سكتم بكتم
متلف الروح
حيتان وذئاب
طماشة
غشمشم
ساهر الليل
أنين
المنقسي
مزحة برزحة
فص كلاس
زمن مرجان
تصانيف
البيت المسكون!

وهذه فقط عناوين لنحو مائة مسلسل٣٠ × ٣٠ يومًا × بواقع ٣ مسلسلات في اليوم حلقة في المتوسط.. يعني ٢٧٠ حلقة لكل يوم.. وحلها أنت مشاهدي العزيز


كيف يمكن متابعة ذلك؟
أليس هذا حصارًا كاملاً للعين والعقل والقلب والحواس، بحيث لا يستطيع المرء فكاكًا من هذا الغول القبيح؟

ولعلك لحِظت قارئي العزيز أنني لم أحصر كل المسلسلات، ولم أحصر البرامج التي لا نهاية لها، من الكاميرات الخفية، وبرامج المقالب، والفوازير، والمسرحيات، والاستضافات، وبرامج الاستظراف والسماجة، وبرامج الطبخ، واللقاءات مع المحاريس نجوم الدنيا!

وأسأل حضرتك بالله أن تخبرني: من يطيق هذا الكم الهائل من الغثاء والزبالة؟


وما الأثر الذي تتوقعه لهذه الكمية الهائلة من المسلسلات والبرامج المعادية لرمضان، السارقة لروح رمضان، المعتدية على قداسة رمضان؟!

وكيف تقبل الأمة هذا الاستخفاف الهائل بمشاعرها وشعائرها وأيامها ولياليها المباركة التي ينبغي أن تكون معمورة بالذكر والدعاء والصلاة والصيام والقيام والقرآن والصدقة والاستغفار والتبتل!؟

وما الذي أدّى بنا إلى هذا الحال المخزي من السقوط والخدر وتسليم القلب والعقل لمن يبصق أو يبول فيه ويملؤه بالقاذورات؟

وما الذي جرأ هؤلاء -المبدعين- على الانتهاك العلني لعقلنا؟

ما الذي يرزقهم التبجح بالزعم بأنهم يعرضون سلبيات المجتمع، ويقدمون نماذج واقعية، وأن المشاهد العربي ناضج كفاية ليختار ويفهم، وأن بيدك – أيها الرجعي الظلامي - أن تغلق التلفاز إن شئت -وما حدش بيضربك على إديك!؟

وما الذي يعطيهم هذا الكم من الوقاحة لتقديم الكاسيات العاريات المتمكيجات المزيفات على أنهن نجمات- فنانات- مثقفات- مبدعات- رائدات- قائدات وموجهات للأمة!؟

وكيف تكون مجتمعاتنا – كما في هذه المسلسلات –: مجموعة من الشمامين، والمنحرفات، والمستظرفين من (اللي دمهم يلطش؟

أهذه بيوتنا، وبناتنا، وإخواننا، وآباؤنا، وزعماؤنا؟
أهذه قيمنا ومبادئنا، وطبائعنا، وحالنا الذي يضحك العدو، ويدمي قلب الفاهم اليقظان؟
أهذا رمضان يا أهل الإعلام؟

وكيف يقبل هذا مثقفونا، وكتابنا وإعلاميونا الذين يشاركون في نشر هذا الإفك المبين؟

مش مصدقني حضرتك.. افتح أية جريدة الآن أو مجلة- افتح أية قناة حكومية أو خاصة، وأتمنى أن تكذبني، وتقول إني مبالغ أو متشائم أو أرى الدنيا بنظارة سوداء!

صدقني دي حاجة تعمي القلب قبل العين.. آل رمضان مبارك آل

انتهى