Unknown
عدت من وحدتي (إ ش ع) .. بعد حوالي خمسون يوما ! عدت وبودي ان امشي في كل مكان شهد احداث الثورة .. ليس لأنني كنت بعيدا... 
لكن لانني كنت في مكان يتمنى الكثير ان يكون فيه ..شهدت فيه وشاركت في العمليات التي تجري لتأمين الشعب وممتلكات الوطن ! وبين قرارات حاسمة واعمال شاقة مجهدة ..تعطي في النهاية مزيجا من الاحاسيس التي لا يمكن ان تعبر عنها الكلمات ... 

ستظل تلك الأيام تمثل نقاطا مهمة على منحنى الزمن الذي اعيش !!  تلك النقاط الكثيرة التي سجلت اثناء تلك الاحداث منذ ساعات الاستعداد والطوارئ والتنحي وما تلاه من أحداث حتى لحظة استلامي لتصريح الاجازة .... الى ركوبي المترو الذي رأت عيني فيه اول مظاهر التغير على لوحة المحطات حيث طمس على "مبارك" ... سوف ارجئها كتابتها ونشرها في روايتي الاولى..

عشت حقا تجربة من نوع خاص .. وخاص جدا .. احسست احيانا ان هناك رسالة نؤدي .. وأحسست أحيانا أخرى ان التواجد في مكانين في ذات اللحظة "Bilocation"ربما يكون حلا مناسبا لي في لحظات تواجدي "كشخص عسكري" بين المتظاهرين !!

بدت لي وكأنها تفاعلا متسلسلا .. قذف الشباب فيه بالبروتون !! الذي شطر النواة ... وبدا التفاعل .
ان المعجل في هذا التفاعل " الثورة "  يمكن ان ينظر اليه على انه معادلة ضخمة يظهر فيها الفساد والظلم كأبرز متغيرين فيها..
ليست نتاج هذه الثورة هو ما اريد بها  ولم يتكهن احد ولن... بما سيتمخض عنها !! كما هو الحال في تفاعلات الانشطار !! وﻷن الفوضى هي ما يسود .. ليس الآن فحسب ! ولكن الفارق هو ان معدلات الانتروبي زادت عن سابقاتها اثناء هذه الثورة . ان يكون الضابط والرابط في بلاد يقطنها شعب يتجاوز الملايين الثمانين ! بلا سلطة صريحة .. وبلا دستور قائم .. هي الفوضى .. فحقا هي نظام !!. وكم اخشى ان تكون الايام السابقة والتالية هي ما ترسمه هذه الصور ..







 اياً كانت قراءتكم لها .. الفتن الطائفية او انتهاء الى ما هو أسوأ من البداية ... فهي تورية .. ولكن بمنطق الصور لا الكلام !

وكأنه سور برلين !! انه كما كتبت في مذكراتي قبل ان يتنحىبأيام انه الجدار بين الظلام والنور .. الجدار الذي نبني ثم ندعي العجز في بلاهة امامه !! لا يمكن لعزم زائف او مصطنع ان يحطم ذاك الوهم الذي بنينا او بنى من كان قبلنا .. فكان يقال لنا اصمتوا فإن للجدران آذان !! سحقا .. لست او لسنا كما يبدوا اننا انصعنا بل كان التمرد .. ثم كسر لذاك الحاجز الوهن الموهوم الذي لطالما كان يحيا بنا او نحيا نحن به .. ديدن هذا الجيل .



وفي هذه الساعات القلائل التي ارتديت فيها زيا مدنيا "انحرف محور الارض ما يقرب من 10 سنتيمرات "ازاء تسونامي اليابان (هذا بالاضافة الى ما سببه زلزال تشيلي سابقا )  .. وأصبح خطر المفاعلات النووية موشكا عليها !!


اعتقد ان هناك تغيرا حقيقيا سيشهده العالم .. على كل المستويات والاصعده .. على المستوى الديني و الاجتماعي والاخلاقي والاقتصادي والسياسي والجغرافي...

وبعيدا عن ذاك الحائط الذي يسمع .. او حتى الحائط الذي يتحدث .. وبعدا عن قافية لا احب ان اكتبها او ان اسمع ... اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد .. يعز فيه اهل طاعتك .. ويذل فيه أهل معصيتك ... اللهم آمين