Unknown
مدرسة الهندسة الملكية
معمل الكهرباء
تفضل فوضع الحجر الاساسي بيده الكريمة حضرة صاحب الجلالة مولانا الملك 


فاروق الاول 


ديسمبر
1932



  حجر من الاحجار لم يطمس ويكتب عليه كما اعتاد المصريون قديما وحديثا "فلا ترى الا ما ارى ..." اظنه نجا او انه اغفل او حتى بعمد ترك !

الى الدمام في شرق المملكة العربية السعودية من الرياض وانا في سنوات الدراسة الابتدائية .. كنت اسأل اقراني عن ما يدرسوا واستغربت حين وجدت ما ادرس هو ما يدرسوا! باعتبار الفارق المكاني ! ومع منطقية الحدث فهو مستغرب في حداثة طفولة!

واليوم في مدرسة الهندسة الملكية .. هناك موقف يشبه هذا الموقف .. انني احتاج الى كل الحروف التي كتبت مذ بدأت في التفكير واستخدام وحدة الحساب والمنطق التي املك ! لقد تأكد لي ان هناك مشكلة في احد قطاعات التخزين على الوسط الدائم ...على اية حال  اعتقد انه علي محاولة استعادة هذا القطاع في اقرب وقت ممكن .. والبحث عن جدول الارشفة الذي اعتقد انني فقدت !

اليوم وما ادراك ما اليوم .. ال، PDF وحدها ليست هي القضية !!
فهناك ال CDF 

اعود فيها الى الوراء بحثا في كل تجاربي واضافة اليها ! عملية معقدة اطلق عليها اسم تفكير !!وتستمر العملية حتى الوصول الى نقطة 

نعم فالقضية اكثر عمقا من متواليات ومتسلسلات بل وحتى الدوال الخاصة التي تبدو كابوسا في اوساط لايمكن نمذجتها حتى بطرق النمذجة اللاخطية .. وبعيدا عن ما احب .. وما اكره فتلك ليست القضية .. فنحن نسير ... نحاول ان نتزن بين الرجاء والخوف ..  بين الانا والاخر .. واحيانا ككيان بين الاختيار والتسيير !! 

لقد اخترت .. بمشيئة لا يمكن اطلاقها ! وسبحان ربي الذي قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله !

بالامس دعيت الى احد الاماكن للجلوس مع احد اصدقائي القدامى !!لم اكن مستعدا فلست احب الجلوس في المقاهي ولعلها عقدة عقدتها بارادتي!! لم اكن اعلم ان هناك مباراة لكرة القدم وان تلك الدعوة هي لمشاهدتها بالاضافة الى!! لقد توقف المترو في المحطة الهدف .. وعند خروجي من المحطة سمعت اصوات تتعالى .. من الكائنات التي تجلس في المقاهي التي تجاور المحطة .. لقد كان موعدنا في احد تلك المقاهي ..اخلص انني عشت حياة تلك الكائنات لما يقرب من الساعة اشاهد المباراة للحظة وانظر الى من حولي لحظات .. احاول ان اندمج ولكن لا محالة فهناك عملية منطقية في حلقة لانهائية يتم تنفيذها في دماغي .. احاول ان افهم .. واحيانا ان اتفهم .. ولكني خلصت في النهاية ان النتيجة لاشيء فما اعتقد هو ما اعتقد ولا اختلاف !! لقد ساورتني عدة افكار .. ماذا لو انقطع التيار بسببي ؟؟ وماذا لو اعلنت انني مشجع للفريق الاخر ؟؟ وهل يمكن ان تكون المباراة مسجلة وليست حية مباشرة للعبث بهؤلاء .. انني اعي جيدا ان الخطأ ليس مطلقا كما ان الصواب ليس مطلقا ولكن لا يزال الخطأ خطأ والصواب صواب !

من هنا حيث المدينة الهادئة التي لا احب ..  واعرف ان الرياح تجري احيانا وفي قاموسي دائما .. بما لاتشتهي السفن !! وبعد ان انتهيت من يومي وقبل ان اغادر الحياة لبرهة  اكتب هذه التدوينة .. تأريخا لأيام عشت في المدرسة الملكية وفي مدينة بجوار الفسطاط التي جلد فيها ابن واليها !! ونشر فيها قرار لعقاب احد طلابها على الملأ لانه تجاوز على المتجاوز بحسب ما نقل الي من اكثر من مصدر .

القاهرة 4-10-2010