Unknown




الدم قراطية كفكر وفلسفة تعي ما اسست عليه من مبادئ حكم الاكثرية ، واحترام حقوق الاقلية ، وفصل السلطات " بابا غنوج عن ما سوها " واعني التشريعية والتنفيذية والقضائية واستقلالها عن بعضها البعض " في اطباق مختلفة " . ليس فحسب بل مفهوم تجزيء الصلاحيات ومبدأ التمثيل والانتخاب ، ومفهوم سيادة القانون والمساواة الكاملة امام سيادته ! حتى مفهوم اللامركزية في اتخاذ القرار وتداول السلطة سلميا بما يختاره الشعب !! 

هذا هو تقريبا تعريف الدم قراطية الذي طرح في ذاك الحوار، بعيدا عن تعريفاتي التي لا اذكرها حرفيا للسلطة وللنخبة كما اسلفت دعونا ننظر بحياد ومسؤولية الى الواقع ...... هل النخب العربية " النخب جمع نخبة " تتحمل مسؤولياتها تجاه الشعارات التي تطلق في تصريحاتها ؟ وهل حقا شعوبنا هي من لا يعي ما تعيه الدم قراطية ام انها مجرد مفارقات !! وهل مشكلة السلطة وتداولها تعاني من وعكة صحية او ان شئت فأسمها موتا اكلينيكيا او بشكل اكثر دقة  وفاة دماغية !! سؤال صال وجال في ذاك الحوار هل يمكننا ان نعول اصلا على تلك النخب ؟ وهل فرضت علينا؟ ام فرضنا نحن عليها ؟وعلى اي الحالين نتسائل من يتحمل الخطأ النظرية ام التطبيق في شقيه النخب والشعوب ؟؟


فصل من فصول السياسة اعدم على المقصلة قبل ان يولد في رحم العروبة المزعومة !! تعبير ربما يليق كرد على تلك الترهات في بوتقة المفارقات .... كم كنت اتمنى لو ان الحديث دار بموضوعية منذ البداية . النخبة تزعم واعني بكل ما تعنيه الكلمة هي تزعم بان الشعوب في بلهنية ولم تتجاوز بعد ما ورثته من اعراف وتقاليد رسخت في ازمة سحيقة متسلطة في ادارة الحكم !  يزعمون ايضا بأن الجهل والخرافة والجوع والفقر اتسع رقعتها وهو ما يعني انها ليست مؤهلة لان تختار من يحكمها ومن يمثلها في مجالس التشريع والادارة . كان ذاك الكهل احد من يتفق وهذا الرأي وساق لي مثالا على هذا من واقع بلاده  ودعني اذكره.. فقد حكى ان حكومة بلاده غيرت كل لوح المركبات والسيارات التي تملكها الدولة .. في سابقة لتطبيق الدم قراطية في بلاده وحسبما اذكر انه تغيرت تلك اللوح لتبدل كلمة حكومة بـ شعبي !!! وكان رد الفعل ان الشعب لم يتفهم لم، وكأن المشكلة تقبع فعلا في الشعوب وليس النخب بعيد عن ما تعانيه كل الشعوب العربية من  ثلاثية الجهل والفقر والمرض ناهيك عما سواها  !!! 

لقد قال ان المنطقة تحتاج الى وقت كي تصل الى القدر الادنى من الوعي السياسي الذي يكفي لضمان الدم قراطية ... اظن انني لا اتفق ولن اتفق ..  فالمسؤولية تتجزأ لكنها تظل مسؤولية والواقع يشهد على بطلان ما افترض والواقع يشهد على ان المشكلة ليست في تلك الشعوب بالقدر الذي صور لي ذاك المفكر .

فالنخب العربية " ان وجدت " تحتاج على الاقل من وجهة نظري الى اعادة نظر الى المسألة برمتها والى امكانية تطبيق الدم قراطية اصلا . وان كان فهم مسؤولين بالفعل كامل المسؤولية تجاه تطبيقها دون انتقاء كما تتضمن كتاباتهم وتقاريرهم و خطاباتهم الرنانة .

لقد احسست بأن الوقت قد مضى وكان علي ان انهي حديثي لانه كان علي الذهاب قبل غروب الشمس لاعاود ادراجي وكان علي شراء ما احتاج من كتب من المعرض .. كان رائعا حقا ..

ان ما دونت كان بسبب شرارة اشعلها كتاب المستقبليات للكاتب د احمد ابو زيد الذي كتب في بابه الاول المفكرون الجدد وثقافة القطيع !!! 

فقط هذا ما جعلني ادون ما دار مع مفكر استخدم نفس الكلمة لوصف الشعوب والنخب والحكام 

انتهى 


0 Responses