Unknown


انه الشارع الذي لازلت مجبرا على المشي فيه ! انه المكان الذي كنت أؤمن من يسيرون فيه وأطبق حظر التجوال مدججا بالسلاح واقفا لاكثر من ثلثي اليوم  !! انه بالفعل المكان الذي رأيت فيه ما لايقال.... وحتى ما يقال !! اذا شئت فتحدث !! او حتى استمع الى حديث الشوارع !! انه المكان المميز جدا في بلادي !! وحتى في غير بلادي فيه كل الاحاديث والانماط ... الدين والعلوم والفنون والسياسة والرياضة.....



حديث الشارع .. نقطة في فراغ  !! تسبح بشكل فوضوي في ابعاد عدة تسمو وتدنو... ويالعجب فالسمو والدنو نسبييان !! اذا ما قورنوا بالصفر او النقاط المحددةفي ذاك الفراغ ...

تتحرك تلك النقطة لترسم منحى غريب !! انه فوضى . وفوضى عارمة .. لا علاقة صريحة .. او حتى غير صريحة .. من قريب او من بعيد بين من تخرج من مدرسة ثانوية صناعية لا يعرف ان يقرأ صفحة من جريدة ولا يعرف حتى ان يكتب سوى اسمه الذي حفظه شكلا لا مضمومنا ولا موضوعاً ليثبت وبكل قسوة حقيقة ما نحن نقف عليه من أرضية سيئة للغاية في الوقت الراهن !! وما نمتلك من كوادر تحتاج الى تأهيل ... او الى ابادة !!! ولا اظن تغيرا سيحدث الا اذا كانت طفرة جينية تحدث تغيرا فتجعل ميلاد جديدا لامة ( ربما تنهض ) وبين آخر تخرج من المرحلة الاعدادية او أسقط جزءً من تعليمه الاساسي لا لشيء الا انه كان ( لا يهوى التعليم ) او حتى التعليم لا يهواه !! وبين حتى من تعلم او حتى من يعلم .. كلهم هناك في الشارع ... وحديث يدور بشكل دائم يتمحور حول اللعن والقذف والسب وكل الكلامات التي في قواميس اللغة وقواميس الشارع التي تعطى معنى مماثلاً !! لكل رموز النظام السابق ... ولكل ذيول الرموز .. وفي احيان اخرى الى تحليلات لا علاقة لها بتخصص المحللين .. تضحك وتبكي مستمعها !! سحقا ..

لم اكن يوما بالجانب الاخر ولن وسوف لن اكون ! اعني ان هناك جريمة .. وهناك مجرمون .. وهناك محكمة .. وتلك القضية.... او حتى تلك.

وهناك ايضا وطن يحتاج بالفعل ان يتناقش في قضاياه .. ان يقف الناس على ما يمكن ان يقدموا .. ان تستثمر الجهود في تلك المسارات ... اعني ان نوقد شمعة لتضيء .. بدلا من ان نلعن الظلام.

وحتى ان لعنا الظلام .. فأظنه سئمنا .. وربما يلعننا يوما ً...
0 Responses